نبراس العلم و رائد التعليم في منطقته !؟
إنه المستشار الدكتور / عبدالعزيز سنوسي عيد أبو جنيش ..
الذي كان راعيًا للأغنام و الإبل و الفلاحة أحيانًا و عمل كعامل يومية (ترحيلة) و امتهن مهنًا كثيرة ليقتات عيشه منها، و لكنه كان و من بداية حياته و منذ نعومة أظافره يحلُم بالعلم و المعرفة و الاطلاع على كل علومٌ جديدة و كان أكبر حُلم يراوده في خلجات صدره و من سويداء قلبه يريد إكمال تعليمه الذي تمناه من طفولته و ظل هذا الحُلم نصب عينيه حتى سنحت له الفرصة فاقتنصها غير عابئ بحديث الناس ،،
ولد المستشار الدكتور / عبدالعزيز سنوسي عيد أبو جنيش .. في ٣٠ / يوليو / عام ١٩٧٤م في بادية مدينة و مركز وادي النطرون لأسرة مدقعها الفقر و بادية عجفاء من العلم و المعرفة و الثقافة حيث لا توجد مدارس و لا معاهد دينية فأزهر هذا الفتى مولعُ بالعلمِ و المعرفةِ و قرر أن يدرس اللغة العربية على أيدي أحد مشايخ الكُتَّاب الذين بالمنطقة فدرسَ ما تيسر له من علوم اللغة العربية و حفظ بعض أجزاء من القرءآن الكريم و لكنه لم ينل من العلوم و المعرفة ما يصبوا إليه خاطِرُه !؟
سافر حول العالم بحثًا عن لقمة العيش و تحقيقًا لِحُلْمِهِ الأسمى و هو طلب العلم ولكنه لم يجده في البلاد العربية التي سافر إليها و هي السعودية و ليبيا و الأردن و أجزاء من شمال اليمن !؟
فرجع لأم الدنيا بلاده خائب الأمل في تحقيق حُلْمُه فعمل ما شاء الله له أن يعمل كسائق على إحدى المركبات النقل و لكنه قابلته عقبة كبرى في استخراج رخصة قيادة ألا و هي عدم حصوله على مؤهل علمي يستطيع به قراءة لوحات المرور الاسترشادية على الطرقات و في إشارات المرور فقرر أن يحصل على شهادة محو الأمية و تعليم الكبار و قد كان ،، و يوم حصوله على تلك الشهادة كأنه حصل على شهادة الدكتوراه في الطب و علوم الحياة ففرح بها فرح شديدًا حتى كاد أن يجن من الفرحة ثم قرر أن يبدأ تعليمه و هو في سن الخامسة و الثلاثين من عمره عن طريق التعليم بنظام المنازل فانتظم في المدرسة بهذا النظام و تدرج حتى حصل على الإعدادية العامة في التعليم الأساسي ثم قرر الالتحاق بالثانوية العامة بنظام المنازل أيضًا و بعد معاناة و جهود مضنية منه اجتاز مرحلة الثانوية العامة بعد رسوبه في العام الثالث في مادة الانجليزي فقط لمدة عامان و لكنه - بعد توفيق الله له - ثم نتيجة لإصراره و تحديه لهذه العقبة الدؤوب اجتازها ثم التحق بكلية الحقوق جامعة مدينة السادات بالمنوفية بمصر ثم حصل على اليسانس في الحقوق من نفس الكلية لنفس الجامعة ثم اشترك في نقابة المحامين المصرية و بالتوازي مع فترة الجدول العام المقدرة بعامان في نقابة المحامين تحت التدريب حصل بالتوازي على الماجستير في القانون العام و القانون الدولي العام و من ثم اجتاز معهد المحاماة حيث كان شرطًا للنقل لمرحلة الابتدائي في نقابة المحامين و قد حصل على درجة الابتدائي في نقابة المحامين و من ثم حصل على درجة تأهيلي دكتوراة ثم سجل في منتصف عام ٢٠٢٥ مع معالي الاستاذ الدكتور/ حمدي محمد حسين .. استاذ القانون الجنائي و عميد كلية الحقوق جامعة مدينة السادات ..
و جدير بالذكر أن المستشار الدكتور / عبدالعزيز سنوسي عيد أبو جنيش .. صاحب هذه القصة الشيقة كان له الفضل الكبير و جميل الأثر الطيب في أهله و ذويه و جيرانه و بلدته و البلاد المجاورة كلها بل و المركز بأكمله حيث علَّمَ بنته و بنات إخوته و أخواته حتى وصل جميعهنَّ للتعليم الجامعي و قد كان هذا الأمر مرفوض رفضًا نهائيًا بين أهل منطقته حيث أنهم بدو قحاح لا يسمحون لتعليم البات و لا حتى مجرد الخوض في هذا الحديث أصلًا فبدأ بطل القصة بتغيير هذا الواقع المرير بدعوة شبه صامتة حيثُ بدأ بتعليم ابنته و بنت أخيه و بنت اخته فلما رأى الجميع تغير تلك الفتيات من حال إلى حال ؟! بدأ الناس يحذوا حذوه ثم انهم ذاك المجتمع البدوي القح في تعليم جميع بناتهم تقريبًا و بالأحرى و الأجدر الرجال أيضًا فكنت ترى الشيوخ الكبار في السن و هم يطلبون العلم في المدارس مع اولادهم منظر مهيب و يدعوا للتأمل و العجب !!
فكان لبطل قصة اليوم جميل الأثر و أطيبه !!
قصة تدعوا للتأمل و التعجب و التفكير مرارًا و تكرارًا و أنه لا شيء مستحيل مع الإصرار و العزيمة و المثابرة !!
و من هنا 👈 نناشد كل من له أيد طولى في اتخاذ و صناعة القرار في مصر أن يستغل هذا الرجل في مناصب قيادية في اجهزة الدولة الإدارية المختلفة لأن من صنع نفسه بنفسه بهذا المستوى الرفيع من العلم و الثقافة و المعرفة لهو جدير بإحداث و تحقيق طفرة كبيرة و جديدة في أي مجال يقع في تخصصه ؟!
إرسال تعليق
0تعليقات