رحلة محامٍ من القاهرة… إلى قاعات القضاء… إلى قلوب الناس
في عالمٍ يتشابك فيه القانون بالإنسان، وتختلط فيه التفاصيل الدقيقة بالحكايات الإنسانية المعقدة، يبرز اسم المستشار محمد الجهيني ليصبح واحدًا من تلك النماذج القليلة التي استطاعت أن تصنع لنفسها مسارًا مميزًا في مهنة تُعد من أصعب المهن وأكثرها حساسية.
لم يأتِ صعوده عابرًا، ولم تكن رحلته مجرد صدفة، ولم تعتمد على مجاملة أو ضوء زائف؛ بل كانت رحلة صلبة بدأت من جذور واضحة، وتطورت بوضوح هندسي، وانتهت بتكوين شخصية قانونية ذات حضور خاص وطابع حاد، يجمع بين الجرأة والاتزان، وبين الإنسانية والصرامة، وبين الحنكة والقوة.
البدايات: ميلاد رجل قانون
وُلد المستشار محمد الجهيني في السادس والعشرين من نوفمبر لعام 1992 بمحافظة القاهرة.
مدينة مزدحمة بالحياة، وصاخبة بالمسارات، لكنها في الوقت نفسه تصقل أبناءها وتعيد تشكيلهم كما يعيد النهر حواف الحجارة.
في طفولته، لم يكن ذلك الطفل الذي يبحث عن الضوء، ولا الذي تُغريه الشهرة أو الأدوار البراقة…
كان يميل إلى الملاحظة أكثر من الكلام، إلى الفهم أكثر من التكرار.
طفل يجلس في المقعد الأخير لكنه يعرف ما لا يعرفه من في الصف الأول.
هذه النزعة المبكرة للتركيز والتقاط التفاصيل صنعت فيه لاحقًا المحامي الذي يعرف كيف يقرأ بين السطور، وكيف يلتقط ما يعجز غيره عن التقاطه.
كبر الجهيني في بيئة تقدّر التعليم والالتزام، فكان من الطبيعي أن يتجه إلى دراسة القانون… ليس باعتباره "كلية"، بل باعتباره هوية مستقبلية.
من أروقة كلية الحقوق إلى صناعة شخصية قانونية متفردة
التحق بكلية الحقوق — جامعة ………… — وأظهر منذ سنوات دراسته الميل العميق للبحث، التحليل، وفهم الفلسفة القانونية.
لم يكن ذلك الطالب التقليدي الذي يقدّس الحفظ ويستعد للامتحانات فقط؛
بل كان يقرأ أضعاف ما يُطلب منه، ويبحث وراء النصوص، ويتتبع آراء الفقهاء، ويُعجب بقضايا التاريخ، ويحلّل أحكام النقض كأنها ألغاز عقلية.
ومن بين زملائه، كان يُنظر إليه باعتباره:
“العقلاني… الهادئ… الواثق… اللي فاهم كل حاجة بس مش بيحب يتكلم كتير إلا وقت الجد.”
هذه السمات ستصبح لاحقًا جزءًا لا يتجزأ من صورته المهنية.
الاختيار الأصعب: أن تكون محاميًا… لا مجرد ممارس للقانون
بعد التخرج، اتجه إلى ممارسة المحاماة، لكنه لم يتعامل معها كوظيفة، بل كرسالة.
ومع أول خطوة داخل ساحات المحاكم، اكتشف الحقيقة الكبرى:
أن المحامي الجيد ليس فقط من يعرف القانون…
بل من يفهم الإنسان، والدوافع، والضغط، والخوف، والحقائق المختفية.
ومنذ اليوم الأول، قرر أن يكون مختلفًا:
لا يعتمد على التحريات دون فحص
لا يثق في الروايات السريعة
لا يخضع لضجيج القضايا
لا يخشى مواجهة الملفات الصعبة
ولا يساوم على قناعاته
وهكذا تشكّلت بدايته الحقيقية
سبعة رجال خلفه… وقوة الفريق التي لا تُخفي اسمه بل تُبرز حضوره
يعمل المستشار محمد الجهيني اليوم بفريق قانوني مكون من ٧ أشخاص بالإضافة إلى مساعدين متخصصين.
لكن اللافت أن هذا الفريق لا يُستخدم لتضخيم الصورة أو صناعة “Show”،
بل كمنظومة متماسكة تعمل بأسلوب أقرب إلى العقلية العسكرية:
انضباط
توزيع أدوار
عمل مؤسسي
متابعة دقيقة
تنظيم ملفات
مراجعات مستمره
وهنا تظهر شخصيته الحقيقية:
رجل لا يعمل وحده، لكنه أيضًا لا يسمح بأن يلمع أحد على حساب العدالة.
جرأة… وحكمة: المعادلة الأصعب
في عالم القانون، هناك نوعان من المحامين:
– من يُحبّهم الموكلون لأنهم يجاملونهم
– ومن يحترمونهم لأنهم صادقون وصارمون
الجهيني يقع في النوع الثاني.
يميل إلى المصارحة، يواجه الموكل بالحقيقة دون تزييف، لا يبيع الوهم، ولا يعد بما لا يمكن تحقيقه.
ورغم جرأته المعروفة، إلا أن حكمتهكانت دومًا الدرع الذي يحمي موكليه من التهور، ويحمي نفسه من الانزلاقات التي يقع فيها كثيرون.
الشفافية… ليست شعارًا بل مبدأ حياة
من أهم ما يميّز المستشار محمد الجهيني أنه يؤمن بأن الشفافية واجب وليست خيارًا.
يشرح لكل موكل حقيقة وضعه القانوني، نقاط القوة، نقاط الضعف، احتمالات البراءة والإدانة…
ولا يخفي عنه شيئًا، لأن المواقف القانونية لا تتحمل تجميلًا ولا مواربة.
هذا المبدأ جعله محل احترام كبير، حتى لدى من كانت قضاياهم صعبة.
---
التخصصات التي يتقنها… والتميّز الذي يظهر في النتائج
رغم اتساع مجالات القانون، إلا أن المستشار محمد الجهيني استطاع أن يبني خبرة حقيقية في عدد من الملفات:
القضايا الجنائية
المدني
الأحوال الشخصية
الاقتصادي
الاستئناف العالي
مجلس الدولة (دون المسار الإداري)
القضايا العسكرية – تخصص دقيق ومميز
“التخصص العسكري” تحديدًا أحد أبرز العناصر التي صنعت الفارق في مسيرته، لأنه مجال يحتاج محاميًا من طراز خاص.
---
بصمة قوية في السوشيال ميديا… دون استعراض
في الوقت الذي يستخدم فيه البعض السوشيال ميديا كمنصة لعرض القضايا ومحاولة جذب الانتباه،
يستخدمها الجهيني بحكمة:
– محتوى حقيقي
– نجاحات موثقة
– نصائح قانونية
– قيم مهنية
– وضوح وقوة دون مبالغة
ترك بصمة واضحة في المجال، وحصل على احترام واسع لأنه لا يصنع “Show”، بل يقدم قيمة.
---
قصص نجاح حقيقية… لا تُحصى
لم يصنع اسمه بالكلام… بل بالنتائج.
ومن أبرز أنماط القضايا التي نجح فيها:
تخفيف أحكام مشددة إلى أحكام رمزية
قضايا نصب وكسب غير مشروع
قضايا مخدرات بإذن نيابة
سرقة بالإكراه
قضايا تجارية
نزاعات أسرية
قضايا عسكرية معقدة
وقد عُرف عنه أسلوبه التحليلي في المرافعات، وتركيزه على الثغرات، والانقطاع، وبطلان التحريات، وعدم معقولية الوقائع.
---
نموذج للمحامي الذي يصنع الفارق… لا الضوضاء
في كل قضية يتولاها، لا يبحث الجهيني عن الفوز فقط…
بل عن تحقيق العدالة، وهي كلمة يؤمن بها بعمق.
يعرف أن كل ملف يحمل روحًا، وأسرة، وقلقًا، ومصيرًا…
ولذلك يتعامل مع القضايا بضمير حي قبل أن يتعامل معها بذكاء قانوني.
---
لماذا تفخر المهنة بوجوده؟
لأنه:
محامٍ لا يخاف من الملفات الثقيلة
لا يجامل على حساب الحق
يحترم الوقت
يحترم العقول
يبني فريقًا قويًا
يقدّم نموذجًا نادرًا في الاحتراف والالتزام
---
خاتمة: رجل يحمل القانون لا ككتاب… بل كرسالة
المستشار محمد الجهيني ليس مجرد محامٍ ناجح.
هو عقل قانوني تشكّل على مدار سنوات، وصاغته الخبرات، وصقلته المواقف الصعبة، فصار بصمة في الميدان القانوني.
شخصية قوية… لكن عادلة.
حكيمة… لكن جريئة.
واضحة… لكن راقية.
وبكل المقاييس:
هو أحد الأسماء التي ستظل حاضرة في عالم المحاماة لسنوات طويلة قادمة.





إرسال تعليق
0تعليقات