في كل قصة نجاح عظيمة، تكمن حكاية ملهمة عن النشأة والتحديات والداعمين. ابن قرية الديوان وتوشكي بمركز نصر النوبة الدكتور **عبد الرحمن عبد الله عوضون**، أحد أبرز خبراء التنمية البشرية والإرشاد الأسري في عالمنا العربي، لا يمثل استثناءً. فمسيرته المهنية الحافلة بالعطاء والإنجاز لم تكن وليدة الصدفة، بل هي ثمرة غرس عميق لجذور أصيلة من التربية الصالحة، وتقدير لا ينضب لفضل والديه الكريمين، الأمر الذي تحدث عنه الدكتور عوضون بقلب مفعم بالامتنان في برنامج "حلم حياة" مع الإعلامي **أحمد عساف**.
نشأة في كنف الأصالة والقيم
لقد نشأ الدكتور عبد الرحمن عوضون في بيئة احتضنت القيم الأصيلة، حيث كان للوالدين دور محوري في صقل شخصيته وتوجيه مساره. هذه النشأة كانت بمثابة الأساس المتين الذي بنيت عليه شخصية قيادية وملهمة، قادرة على فهم تعقيدات النفس البشرية وتحديات العلاقات الأسرية. لم تكن مجرد تربية عادية، بل كانت تربية قائمة على غرس المبادئ الأخلاقية السامية، وتشجيع حب العلم، وتنمية الشعور بالمسؤولية تجاه الذات والمجتمع.
يعكس الدكتور عوضون في أسلوبه ومنهجه الإرشادي هذه القيم التي تشربها منذ الصغر. فتركيزه على بناء الذات الإيجابية، وتعزيز التواصل الفعال، وحل النزاعات بالحكمة، كلها مفاهيم مستقاة من بيئته الأولى التي رسخت فيه أهمية هذه المكونات لحياة متوازنة وسعيدة.
فضل الوالدين: وقود العطاء اللامحدود
في لقائه المؤثر ببرنامج "حلم حياة" مع الإعلامي القدير أحمد عساف، لم يتوانَ الدكتور عبد الرحمن عوضون عن تسليط الضوء على الدور الجوهري والفضل العظيم لوالديه في وصوله إلى ما هو عليه اليوم. حديثه عن الأب والأم كان شهادة حية على أن الدعم الأسري هو الوقود الحقيقي لكل إنجاز.
تحدث الدكتور عوضون عن **أبيه** كمرشد ومعلم، الذي غرس فيه قيم الجد والاجتهاد، وأهمية السعي الدائم نحو الأفضل، والتفاني في العمل. لقد كان الأب بمثابة القدوة التي ألهمته الشغف بالمعرفة والتطور المستمر، وزرع فيه حب مساعدة الآخرين.
أما **الأم**، فقد خصها الدكتور عوضون بجانب آخر من الفضل، كونها مصدر الحنان والدعم العاطفي الذي لا ينضب. لقد كانت الركيزة التي احتضنت طموحاته، وزودته بالصبر والمثابرة لمواجهة التحديات. دور الأم هنا يتجاوز مجرد التربية اليومية، ليصل إلى بناء شخصية متوازنة نفسياً وعاطفياً، قادرة على العطاء والحب والتعاطف، وهي صفات أساسية لأي خبير في التنمية البشرية والإرشاد الأسري.
انعكاس التربية على مسيرته المهنية
إن هذا التقدير العميق لفضل الوالدين ليس مجرد كلمات عابرة، بل هو يتجسد بوضوح في منهج الدكتور عبد الرحمن عوضون في عمله كخبير تنمية بشرية وأخصائي إرشاد أسري. فهو يؤمن إيماناً راسخاً بأن الأسرة هي النواة الأساسية للمجاح، وأن صلاحها ينعكس على الأفراد والمجتمعات. لذا، فإن جل برامجه واستشاراته تركز على:
**تعزيز دور الوالدين**: يقدم الدكتور عوضون إرشادات عملية للآباء والأمهات حول كيفية تنشئة أبناء صالحين ومتوازنين.
* **بناء علاقات أسرية صحية**: يسعى إلى تقوية الروابط بين أفراد الأسرة، مستفيداً من خبراته الشخصية والمهنية.
**غرس القيم والمبادئ**: يشدد على أهمية القيم في توجيه سلوك الأفراد والأسر نحو حياة كريمة وهادفة.
في الختام، قصة نشأة الدكتور عبد الرحمن عبد الله عوضون وتقديره العميق لوالديه ليست مجرد سيرة ذاتية، بل هي رسالة ملهمة لكل من يسعى لتحقيق النجاح والعطاء. إنها تؤكد أن التفوق في أي مجال، خاصة في مجال يتطلب فهماً عميقاً للنفس البشرية والعلاقات الإنسانية، يبدأ من غرس بذور الخير في تربة صالحة، ويرتوي بماء الحب والدعم من الأهل. الدكتور عوضون هو خير دليل على أن فضل الوالدين هو فعلاً "حلم حياة" يتحقق على أرض الواقع، وينعكس نوراً يهدي الآخرين.
إرسال تعليق
0تعليقات